نكبة القيادة الفلسطينية ونحن!

نكبة القيادة الفلسطينية ونحن!

  • نكبة القيادة الفلسطينية ونحن!

اخرى قبل 5 شهر

نكبة القيادة الفلسطينية ونحن!

بكر أبوبكر

 في لقاء ضم عدد من الأخوة الكرام، وفي نقاش طويل حول الحرب الصهيونية-الامريكية على فلسطين من بوابة غزة، والضفة كانت الأسئلة أكبر من الإجابات، فالأسئلة طويلة كما الحيرة والالم، والإجابات قصيرة أو مبتورة  كما التفاؤل والأمل.

لم يتخلى الجمعُ عن الانتقاد لمواقف القيادات السياسية سواء في اليمين أو الشمال، فكل منهم طالته شظية من الانتقادات في الحاصل والبدايات والمآلات، وفي التساؤلات المحقة حول الموقف والمبادرة، وحول التصرف أو السياسة المطلوبة، وحول الشخص المطلوب في الزمن المطلوب، بل وتعدت الانتقادات ذلك للمطالبة بأقالة هنا وهناك من الوجوه الصارخة لكنها الشاحبة أوالشائخة، وترافقت الانتقادات مع المطالبات بتجديد الدماء.

 ومما كان نستطيع أن نقول أن الأخوة حوصلوا أفكارهم حول النقاط التالية

1.     السياسي ليس رجل تاريخ يسرد تاريخ القضية حتى لو كان سرده مميزًا، ويعبر عن الحقيقة والرواية الصائبة. لأن القائد السياسي هو انسان فاعل ومتحرك ومبادر يتخذ القرارات ويبلور السياسات ولا يتخذ مقعده بين الكُتاب أو المؤرخين أو الاعلاميين فقط.

2.     القائد السياسي إن لم تكن لغته بسيطة ومباشرة وقابلة للفهم من قبل الجماهير، فهو يفقد قاعدته التي رفعته يومًا على الأعناق ويصبح ضمن غبار التاريخ.

3.     القائد السياسي يعي كيف يقفز بين الحفر ويجعل من المصيبة أو الكارثة فرصة وتحدي له في إطار قضيته فينطلق لكسر ما كان محرّما في فترة، ويمد يده لما فيه رِفعة القضية وفلسطين، ففلسطين أولًا وليس الذات المغلفة بالنزق والكِبر وأحلام المقام الأول.      

4.     سقطت القيادات الفلسطينية حين لم تستطع أن تمدّ اليد بين الشمال والجنوب. وسقطت أكثر حين تفرّقت حول التمثيل الشرعي الذي عُمّد بالدماء. وسقطت أكثر حين ربطت المأساة وحرب الإبادة في غزة، بواقع حكم تالي لا قيمة له بالحقيقة بعد الهجرة والتهجير ودمار البلاد ونزف العباد.

5.     إن الحرب القائمة على الجغرافيا والديمغرافيا الفلسطينية هي حرب الوجود الإسرائيلية الحقيقية التي تقضم أرض فلسطين يوميًا، وتتمنى أن يختفي الفلسطيني صاحب الأرض نهائيًا وبغمضة عين. وإن لم يكن فالمخططات التهجيرية جاهزة يدعمها آلة القتل الجهنمية ودعم الغرب الاستعماري الهمجي، ولا يهم الى أين يذهب "البرابرة" أو "الوحوش" فليكن الى الهونولولو أو الواق واق، أو الجحيم فلا نريدهم هنا.

6.     مجمل الخطط التي تم طرحها سواء من الإسرائيليين أو الأمريكان الذين يفكرون للدولة الإسرائيلية المصدومة حتى الآن، تجد لها من المسوّقين والمنظّرين لدى الغرب وبعض العرب ما يعطّل الفكر ويمنع المبادرة ويجعل من الأمة أمة الغثاء والقعود والمعوقين.

7.     إن عدم تحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية في ظل الحرب العالمية القائمة على فلسطين وشعبها وبالأخص من بوابة تدميرغزة وشعبنا، يعد بحد ذاته نكبة للقيادات ونكبة للفكر الذي يحملونه، وعملقة للنرجسية والعقل الاستئثاري وانخداع بوعود خلبية هنا وهناك، ومن محور هنا أو هناك لا يملك من أمره الا الصوت العالي!

8.     إن واجب الثورة أو المقاومة الأول هو الاهتمام بالجماهير وتطلعاتها وآمالها والتماهي مع أهدافها، أهداف التحرير وإلا فإن السقوط السياسي هو مآل القيادات المرتجفة.

9.     لم تستطع القيادات في الشمال والجنوب الفلسطيني أن تتجاوز أفكارها المسبقة، وركنت للمستقر، وابتعدت عن الوعي الواسع او الصورة الأشمل، فظلت تتحصن وراء خلافاتها وكلٌّ يلقي بالعبء على الآخر وكأن محنة نتنياهو السياسية هي ذاتها محنة الفلسطينيين.

10.                        أقر الأخوة أننا نفتقد بأنفسنا أو القيادات السياسية الى رؤية مشتركة وبرنامج موحد وبالتالي فإن الوعي بخطورة حرب الإبادة القائمة غائب، والحال ما بين الأسى والألم والإحباط من جهة يقابله أمل ورغبة بالنصر وتحوط من التفاؤل.

 

مما لا شك فيه أننا نستطبيع أن نفعل الكثير من أجل فلسطين، ومن أجل قطاع غزة الآن، ومن أجل الحرب على الضفة أيضًا، حتى في ظل تقصير المجموع أو التنظيمات او القيادات، ولربما من كل شخص من مكانه الجغرافي أو موقعه المهني حيثما وجد. ولخصناه لأولئك الاخوة والاخوات خارج الوطن بخمسة وربما تجد الكثير غيره

 أولًا: الاحتفاظ بالوعي، والفهم والمنهج الفكري الذي تقفز فيه من الفاسد المنتشر الى المثمر والمفيد والمنتج والفاعل، والذي يشد الأجزاء ويرفع الروح المعنوية.

 وثانيًا: التحلي بحسّ المسؤولية والتدبر والتفحص حين التعامل مع الاخبار والمعلومات والتحليلات والنطق بها أو ترويجها أونشرها. والى ذلك علينا أن نبدع بالنشر بكل وسيلة وأداة وصد الهجمات بلا هوادة.(كلمة، صورة، مرئي، رسم، خط...الخ)

 وثالثا لا بد من الثبات والإيمان المقدس، فألله معنا وفلسطين لنا. وما نحن منتمين له من أطر أوتنظيمات الا قنوات للأمرين الأولين أي لله سبحانه وتعالى ومن ثم لفلسطين، والدرب طويل والقضية تحتاج الجميع والنصر قادم لامحالة.

اما رابعا فلك أن تمد يدك على جيبك وتقدم لأهلك، و/أو تدعو غيرك لذلك، ولو كان المقدم قليلًا ولكن متواصلًا، فقليل متصل خير من كثير منقطع.

 خامسًا: يمكنك أن تفعل بموقعك –أي كان-ما تتقنه سواء من كلام مفيد وإيجابي ونهضوي ومبادر لا كلام السوء التفريقي أو المحبط والسوداوي. ومن أن تتقدم بالعمل الى الأمام من خلال الفعاليات الشخصية أوالعائلية أوالجماهيرية والقانونية والتضامنية ...المختلفة التي تشد الناس نحو فلسطين. حيث سبق العالم الغربي ذاك العربي حين عرّف الحرية والعدالة وحقوق الانسان اليوم من صرخة أبطال إيرلندا المناضلين: كلنا فلسطينيون.

 

 

 

 

التعليقات على خبر: نكبة القيادة الفلسطينية ونحن!

حمل التطبيق الأن